ملفات ثقيلة على طاولة قمة الملك وبايدن
أعلن الديوان الهاشمي الملكي، الثلاثاء الماضي أن جلالة الملك عبد الله الثاني سيلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض غدا الجمعة.
وتوقع خبراء أن تتصدر التطورات الأخيرة في المسجد الأقصى وفلسطين جدول أعمال القمة الثانية بين جلالة الملك وبايدين، كما وسيكون ملف تعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين حاضرا على الطاولة.
ويرى المحلل والكاتب السياسي عمر كلاب، أن هذه القمة المنتظرة تبعث برسالة هامة مفادها أهمية الأردن للإدارة الأمريكية، كما وأنها تمثل اعترافا امريكيا من جانب إدارة بايدين بحجم التحديات التي يواجهها الأردن إقليميا واقتصاديا.
"حلقة النار"
وأضاف كلاب أن "الأردن يعيش في حلقة من النار"، إلى جانب الدور الذي يلعبه في التطورات الإقليمية في العراق وسوريا وفلسطين.
واعتبر كلاب أن الملف الفلسطيني يعتبر الأبرز من حيث الاهتمام بالنسبة لواشنطن وعمان، مع تقدير مشترك بإن الوضع سيخرج عن السيطرة في الضفة الغربية في حال انهيار السلطة الفلسطينية، واستئناف المواجهات المباشرة بين حركات المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وعليه فكلا البلدين يريدان "منع انهيار ما تبقى من السلطة الفلسطينية.
في السياق ذاته، يُبدي كلاب تفاؤلاً بشأن ما ستتناوله القمة من مواضيع إقليمية أخرى، مبينا أن "الأردن سيكون قادراً على إحداث تغيير إيجابي" فيما يتعلق بسوريا والعراق.
دعم تاريخي
من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي لبيب قمحاوي، أن القمة ستؤكد على أهمية العلاقات الأردنية – الأمريكية، وإمكانية ممارسة الضغط على إسرائيل من أجل تهدئة الوضع في القدس والضفة الغربية، إلى جانب توقعات أردنية بأن يجدد بايدن دعمه للدور التاريخي الأردني في القدس في وقت تتحدى فيه الحكومة الإسرائيلية ذلك.
وتابع قمحاوي: "لن يخرج شيء مهم جدا من هذه الزيارة فيما يتعلق بفلسطين"، إلا إذا ضغطت واشنطن على إسرائيل لوقف تحركاتها في القدس.
من جهته، شدد أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني، على الأهمية الاقتصادية والأمنية والسياسية للعلاقة الاستراتيجية بين عمان وواشنطن، مؤكدا أن القضية الفلسطينية تعتبر من أهم القضايا التي تحكم العلاقة الأردنية الأمريكية.
مفاوضات السلام
وأضاف المومني أن الولايات المتحدة تهيمن على عملية السلام، وهي الوسيط الأكثر فاعلية لما لها من تأثير على جميع الأطراف، وفي مقدمتها إسرائيل.
ويعتقد المومني أن فلسطين والأقصى ستظهران بشكل كبير في قمة جلالة الملك مع الرئيس بايدن، مضيفا أن "الأردن يأمل في نهاية المطاف في تهيئة الظروف لاستئناف مفاوضات السلام"، وكذلك السيطرة على العنف المتصاعد والضغط على إسرائيل لوقف محاولاتها تغيير الوضع القائم في القدس.
ويرى المومني أن بايدين لم يُظهر اهتمامًا حقيقيًا بمعالجة القضية الفلسطينية منذ توليه منصبه، معتقدا أن القضية الفلسطينية لا تمثل أولوية قصوى للإدارة الحالية عند مقارنتها بالقضايا الإقليمية الأخرى مثل المفاوضات مع إيران بشأن الملف النووي والحرب في أوكرانيا.